في إطار انخراط مؤسسة التفتح للتربية والتكوين خديجة أم المؤمنين بالجديدة في منافسة المؤسسة التنويرية، التي أطلقها المشروع الوطني للقراءة بالمغرب، وضمن مبادرة *لقاء مع كاتب كل شهر *، واحتفاء باليوم العالمي للكتاب، نظمت المؤسسة زوال يوم الجمعة 11 أبريل 2025 لقاء ثقافيا مميزا مع الكاتبة الشابة سلمى بعدي ذات العشرين ربيعا، وذلك في إطار الأنشطة التربوية والثقافية التي تهدف إلى ترسيخ حب القراءة والانفتاح على عالم الكتاب والإبداع.
وقد عرف هذا اللقاء حضور نخبة من الأدباء والشعراء والمفتشين التربويين، إضافة إلى ممثلين عن جمعيات ثقافية، وأمهات وأباء وتلميذات وتلاميذ من مؤسسات تعليمية عموميةو خصوصية، كما شرف اللقاء الطلبة الأساتذة من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالجديدة (شعبة اللغة العربية) رفقة السيد رئيس الشعبة.
افتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ،تلتها تحية العلم على نغمات النشيد الوطني، ثم كلمة السيد مدير المؤسسة ترحيبا بالضيوف وتعريفا بسياق النشاط، كما تفضل تلاميذ المؤسسة بتقديم عبارات الشكر والاحترام ترحيبا بالحضور الكريم وبالضيفة الكاتبة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.
بعد ذلك، أعطيت الكلمة للكاتبة سلمى بعدي التي قدمت نفسها وتحدثت عن تجربتها الأدبية مركزة على روايتها *ديستوبيا*، كما قام
الأستاذ هشام أيت حساين بقراءة تحليلية للرواية سلط فيها الضوء على مضامينهاو أسلوبها.
قد تفاعل الحضور بشكل كبير مع الكاتبة، حيث فتح باب الأسئلة والمداخلات، خصوصا من طرف التلاميذ الذين عبروا عن اهتمامهم وفضولهم الأدبي، وكذلك من طرف الحضور، شعراء وكتاب ومفتشين وأساتذة، أجابت الكاتبة برحابة صدر عن تساؤلاتهم مما أضفى على اللقاء طابعا تفاعليا وغنيا ومؤثرا.
تخلل الحفل فقرات فنية متميزة من بينها قراءات شعرية قدمها مبدعون صغارا وكبارا، حيث احتفلت القصائد بسلمى المبدعة الروائية الشابة، وأمتعنا التلاميذ الحاضرون بوصلات غنائية من فن الملحون تفاعل معها الحاضرون بحب.
وفي ختام الحفل، قامت الكاتبة سلمى بعدي بالتوقيع في الكتاب الذهبي للمؤسسة، وتبرعت بكتب إعجابا منها بمبادرة * امنح كتابك حياة جديدة * التي اطلقتها مؤسسة التفتح ضمن المبادرات الأخرى كمؤسسة مرشحة لمسابقة المؤسسة التنويرية، بعدها سلمت لها شهادة تقديرية وباقة ورد تحت تصفيقات الجمهور، كما التقطت صور تذكارية لتوثيق هذا الحدث الثقافي البهيج.
وقد عبر الجميع عن إعجابهم وامتنانهم للطاقم الإداري والتربوي لمؤسسة التفتح ،مشيدين بحسن التنظيم وروح الانفتاح وحسن الاستقبال والإبداع الذي يظهر جليا في كل الأنشطة التي تنظمها المؤسسة.
وفي اتصال للمجلة بالشاعرة نعيمة مفيد باعتبارها رئيسة للفرع الإقليمي بالجديدة لشبكة القراءة بالمغرب حول مشاركتها في هذا اللقاء التربوي صرحت قائلة: ” مدرسة التفتح الفني خديجة أم المؤمنين تسعى دوما لتشجيع الإبداع وصقل المواهب والتنقيب عن المبدعين في كل الأجناس الأدبية والفنية”، واضافت قائلة: ” الكاتبة الشابة سلمى بعدي نموذج يحتذى به في القراءة والإبداع”.
وفي حوار أجرته المجلة مع السيدة المؤطرة التربوية جنات عيوش حول أداء المؤسسة التربوية خديجة أم المؤمنين بالجديدة صرحت قائلة: ” لقد أبانت الأطر العاملة في مؤسسة خديجة أم المؤمنين للتفتح الأدبي و الفني عن علو كعبها من خلال اللقاء الذي تم تنظيمه على شرف الكاتبة الصاعدة سلمى بعدي .. و ليس هذا بغريب عن مجموعة من الأطر التي خبرت الحقل التعليمي و التربوي و تمرست به” وأضافت قائلة: ” جل ما أتمناه بصفتي فاعلة تربوية أن تستمر مثل هاته المبادرات الإيجابية الهادفة التي من شأنها تعزيز مكانة الفن والأدب والثقافة بشكل عام في صفوف ناشئتنا وذلك تحقيقا للتكامل المنشود بين الأدوار التي تلعبها كل من المؤسسات التعليمية ومؤسسات التفتح الأدبي والفني”.
الكاتبة سلمى بعدي المحتفى بإنتاجها الأدبي قالت لمجلة الجديدة الآن: ” تجربة هذا اللقاء ضجت بالفخر، وكللت ببتلات الاستفادة المتبادلة، وقد بتت في روح الإستمرارية، وزرعت بي بذور القدوة إلى الأبد، وإني لأتمنى التوفيق لكل برعم مكلل بالأحلام عساه يزهر فيثمر بأبهى الصور، كل شيء كان مسيرا وفقا لتنظيم مثالي، لا يشوبه خطأ، ابتداء بالمنصة التي احتضنت طاولة الالقاء، والاسم العريض بالخلف وسلالم الارتقاء التي اختصرت رحلة الكتابة والقراءة وكل اللافتات التي سجت الأعين بين قضبان الاهتمام.
ومهما وصفت فلن تبلغ كلماتي منزلة الاستحقاق التي شيعتها لها بأعماقي، من آبار الشكر أملأ دلاء كل من ساهم في استضافة وتنظيم هذا اللقاء.
أرجو أن أسير على خطى تصوراتكم، وأن أبلغ أصقاع توقعاتكم وآمالكم، والشكر مجددا على مجهوداتكم القيمة.
محمد بعدي أب الكاتبة سلمى بعدي فقد أدلى بدوله عن تجربة الاحتفاء قائلا: ” تبدو فكرة تنظيم لقاءات أدبية مع كتاب وكاتبات فكرة أصيلة، وذلك بالنظر إلى دلالاتها القيمية سواء أخلاقيا أو جماليا أوحتى منطقيا. ففي زمن التطبيع مع التفاهة كما عبر آلان دونو تبدو هذه الفكرة شعاع أمل يضيء عتمة الواقع الموبوء لأجل الاحتفاء بالروحي في الإنسان والسمو بتطلعاته الإنسانية المتجاوزة لثقافة أسفل الجسد.
وعندما يتم الاحتفاء بكاتبة شابة تخطو الخطو الأول في درب الإبداع يكون الدرس بيداغوجيا بليغا وعميقا وذا أثر بالنسبة للبراعم من التلاميذ والتلميذات ممن يحتاجون إلى نموذج وقدوة، وتكون الرسالة أمانة ينبغي أن يحملها الآباء والأمهات والمربون والمدرسون بقوة”.